أعشق تلك الطرق الفسيحة، وعلى جانبيها خضرة تعلوها أشجار خلابة تسرق قلبي في كل مرة أراها، أحاول أن أسمح لروحي بالتمدد مع هذا الاتساع، أتخيل كم هو كبير هذا الكون، أرضٌ تعلوها سماء تزينها نجومٌ كبيرة، كوكبٌ بجانب كوكب، الأرض تمازح الشمس وتلتف حولها طوال العام، وتلعب الأرض مع بقية الكواكب وتحاول كلها البقاء بجانب الشمس الأم تستمد منها الدفئ والأمان. كل مرة أسرح مع هذا الإبداع من الخلاق تنتابني مشاعر بعضها مريح والآخر مريب، كيف لكون فسيح كهذا أن يضيق علىّ، يتحول من براح إلى ضيقٍ يقتلني، كأني بين أربعة جدران تقترب من بعضها بعضا كلما مرت ثانية بعد ثانية، أشعر بالضيق في صدري، قلبي الصغير يعتصر، براحٌ لا يسعنى، أشعر بأن الكون يطردني من فسحته وينبذني كما فعل الآخرون، أود لو أن شيئا يخفف من وطئة الألم المزعج بداخلى، أتمنى أحيانا أن أطير بين ذرات الكون بدون قيود، أتنفس الصعداء في الحرية من جديد من بعد سجني العفن، أرى الكون يعيش وأنا ما لي بحية، أشاهدهم من بين قضبان قفصي الضيق. أكمل سيرى ثقيلةٌ محملةٌ بالهموم، أتفكر في الكون مرات عديدة بكل تفصيلة تدهشني، كل مرة يدلنى هذا الكون على خالقٍ حكيم، أكاد...
تعليقات
إرسال تعليق