خواطري (براحٌ لا يسعنى)

أعشق تلك الطرق الفسيحة، وعلى جانبيها خضرة تعلوها أشجار خلابة تسرق قلبي في كل مرة أراها، أحاول أن أسمح لروحي بالتمدد مع هذا الاتساع، أتخيل كم هو كبير هذا الكون، أرضٌ تعلوها سماء تزينها نجومٌ كبيرة، كوكبٌ بجانب كوكب، الأرض تمازح الشمس وتلتف حولها طوال العام، وتلعب الأرض مع بقية الكواكب وتحاول كلها البقاء بجانب الشمس الأم تستمد منها الدفئ والأمان.

كل مرة أسرح مع هذا الإبداع من الخلاق تنتابني مشاعر بعضها مريح والآخر مريب، كيف لكون فسيح كهذا أن يضيق علىّ، يتحول من براح إلى ضيقٍ يقتلني، كأني بين أربعة جدران تقترب من بعضها بعضا كلما مرت ثانية بعد ثانية، أشعر بالضيق في صدري، قلبي الصغير يعتصر، براحٌ لا يسعنى، أشعر بأن الكون يطردني من فسحته وينبذني كما فعل الآخرون، أود لو أن شيئا يخفف من وطئة الألم المزعج بداخلى، أتمنى أحيانا أن أطير بين ذرات الكون بدون قيود، أتنفس الصعداء في الحرية من جديد من بعد سجني العفن، أرى الكون يعيش وأنا ما لي بحية، أشاهدهم من بين قضبان قفصي الضيق.

أكمل سيرى ثقيلةٌ محملةٌ بالهموم، أتفكر في الكون مرات عديدة بكل تفصيلة تدهشني، كل مرة يدلنى هذا الكون على خالقٍ حكيم، أكاد أنسى من ضيقى أن لهذا الكون ربٌ أكبر من ضيقي وألمى، أناجيه من سجني لعله يسمعني، أيسمعُ صوتي الخافت الذى لم يخرج من جوفي من شدة ضعفه! أيراني على هيئتى الهزيلة! أيشعر بألمي من فوق سبع سماوات! ألن تمنع ذنوبي اتصالي به! لعله يجيب، أحاول التواصل به عدة مرات، لا أشعر بأنى مقبولة أمامه، أخجل مني ومن يأسي أمام رحمته، أسيحاسبني على ذلاتي وسوء ظني به؟!

لا أعلم يقينا إجابات لتساؤلاتي المتناهية، لكني أعلم أنه قريب، قريبٌ لهذا الحد الذي يهدئ روعي وسط البلاء، أقربُ إلىّ من حبل الوريد، سأطرق بابه مرات عديدة لعله يرحم ضعفي ويلطف بي.

هممت بدفعةٍ إلهية لأتوضأ وأصلى، لا أعلم ماذا أصلى؟ أأصلى الظهر أم العصر أم المغرب أم العشاء؟ أيقبل صلاتي وأنا منقطعة عن سجادة صلاتي منذ زمن!
على أي حال، سوف أسجد له، أناجيه بكل ما بقى من قوتي، ولكن لساني منعقد بشدة، أتلعثم بكلمات لا يفهمها العاقل، لا أعلم ماذا أقول أمام باب سيدي، سكت الكلام وفاض في عبراتي، لن أترك بابك سيدي حتى تزيل همي وتجمع قوتي وترحم ضعفي يا رحيم. 


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطرى(ألم لا يُحتمل)

طفلٌ جريح