خواطري (الحرية)

ملمس قضبان الحديد يجعل جسدي يقشعر، ربما من الخوف! أشعر أني حبيسة الزنزانة اللعينة، بنيتها بيدي ووضعت نفسي بها كى أشعر بالأمان، وها أنا أشعر بالخوف مرة أخرى، يتخلل قلبي مشاعر مريبة! اليوم تحطمت زنزانتي وانكشفت أمامي الحياة، أنا أخطو بقدماى على الأرض لأول مرة، أشعر ببرودة التربة، كأني أمشى على شاطئٍ رملي، أتنفس الصعداء لأول مرة منذ مرور أعوام، أشعر بأني على قيد الحياة، هذا الشعور من المفترض أن يكون مطمئنا لى ويبعث في نفسي الهدوء لكني ما زلت خائفة! أشعر بأني طفل صغير يتعلم الحبو ويتكأ على كل ما بجانبه ليقف على قدميه لأول مرة، ثم يمشي بخطوات بسيطة ثم يهرول مسرعا ليستمتع بحياته، أنا اليوم هنا والآن، لا تعلم كم أن هذا الشعور رائع، عقلك يثبت قدماه هنا لا يجرى للماضى ولا للمستقبل، أتذكر أول مرة تنفست فيها وشعرت أنها المرة الأولى التى يدخل فيها الهواء رئتي، يداعب جسدي ويطمئنه أننا على قيد الحياة مرة أخرى، ماذا عساى أفعل الآن؟ هل أخرج من سجني ومنطقة راحتى إلى العالم بصدر رحب؟ أم أخرج على خوف وأدع حراسى الأشداء يحمونني من أي هجوم؟ لا أعلم كيف أوازن بين هاذين الشعورين، الخوف والأمان، أحتاج لكليهما كى أظل على قيد الحياة، أحتاج لحنان الأم بداخلى، أحتاج لحضن دافئ يروي جوع روحي، أحتاج لقوة الأب بداخلى ذاك الذي يحميني من الأخطار، أحتاج لنفسي، أحتاج لبعضي وكلى. ❤

اليوم يومٌ جديد، أرفرف بجناحي محاولة الطيران بعيدا عن قفصي،أقصد عشى فلم يعد قفصا، فرشته بالحب والأمان ليحتويني، أزلت القضبان واستعدت حريتي، استعدت بيتي ومأمني، أحتاج أن أبحث عن زادي بعيدا، أتعلم المزيد، وأعود لعشى فأعيد بناءه مرة أخرى، أشعر بالرياح الآن وهي تدفعنى للأمام، لا أنكر أنى لا زلت أشعر ببعض الخوف لكنى أطير وأرفرف وأستمتع بالحياة. ❤


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطري (براحٌ لا يسعنى)

خواطرى(ألم لا يُحتمل)

طفلٌ جريح