خواطري(في الطريق إلىّ)
أسير وحدي على خطى متعرجة، تائهة بين الطرقات، أبحث عن ذاتي، تواجهني مشاعري المضطربة كل حين وأتعثر بكل شعور كأنه حجر كبير، أحاول احتضاني في هذا البرد القارص الذي كاد أن يلتهم روحي لكني ما زلت أرتجف، وما زلت أبحث عن إجابات لأسئلتي اللامتناهية التي تفتك بعقلي كل ليلة، أصارعها حينا وأبحث حينا أخري وربما أصابني التعب أخيرا وارتميت على فراشي لأبحث عن بعض الراحة، أهرب مني لأجدني في أحلامي أهرب مرة أخري، أشعر أني ألفظ أنفاسي الأخيرة من كثرة الركض، الخوف يتملكني في الظلام الدامس وحتي في النور، أصبحت مشاعري اللعينة صديقتي الوحيدة، ربما لأنها ستفهم كلماتي المبعثرة وانفعالاتي القوية وعَبَرَاتي الهاربة من جفنيّ.
أشعر بروحي كأنها تمشي في صحراء جرداء، تشعر بالتعب والجفاف تنتظر ما يأوي ظمأها، تنظر للسحاب تحسدها على حريتها وربما نظرت للرياح تتمني أن تحييها، ولأكون صادقة معك أحيانا تشعرني هذه الأجواء ببعض الأنس الذي طالما أفتقده، ربما أنا جزء من هذه الصحراء! ربما أنا سحابة صغيرة تائهة عن أخواتها وربما صخرة صماء نقلها أحدهم لعالم البشر بالخطأ وتحولت لبشرية مثلهم بعد زمن! سؤال يعصف بعقلي كل يوم ليستحثني على إجابته، من أنا؟
أنا الآن ثابتة في موضعي كالحجر لكني لست بحجر! ما زلت أشعر بأشياء تتحرك بداخلي، أسمع ضربات قلبي الصارخة طالبة النجدة، أشعر بالهواء يداعب ملابسي ويحاول تضميد روحي، أبتسم كلما حاول الهواء معاكستي وأحيانا يستحثني على البكاء، يشعرني هذا النسيم أو حتي الهواء القوي الصارخ أني حية أُرزق بين الأحياء، تأرجح مشاعري بين الموت والحياة في كل لحظة يحرق روحي، تلعب مشاعري بين فنائين واسعين أحدهما أسود قاتم والآخر أبيض ناصع البياض تكاد تظن أنه لم يتلطخ يوما بما يفسد عليه جماله.
أستكشف الآن الفنائين الواسعين، تلعب مشاعري بحرية فيهما وأنا أجلس أتفرج على فيلم بالأبيض والأسود لكن لا وجود للرمادي، لكن انتابتني بعض الشجاعة والفضول تجاه هذا اللون الباهت، الرمادي، سوف أخوض في أعماقه قليلا لعلي أبلغ مبتغاي البعيد.
بدأت رحلتي الاستكشافية وأنا جاهزة بعدتي لأتعرف على اللون الرمادي، لقد وجدت بين ثناياه مزيج من اللون الأسود والأبيض، مزيج من الألم والفرح، مزيج من كل شئ، وجدت فيه الحياة، كيف للحياة أن تضم جميع الألوان والأشكال ونعيشها جميعا، نقبل وجود الصالح والطالح، نقبل وجود المتضادات والمترادفات والكنايات كلها في شئ واحد!
وجدت ضالتي ووجدتني في القبول، قبول الحياة، قبول الأبيض والأسود والرمادي وجميع الألوان، قبول الألم والفقد وقبول السعادة والراحة، وقبول التأرجح بين جميعهم بكل أريحية، قبول جروحي العميقة وأجزائي السليمة، قبول أن الإنسان لم يُخلق كاملا، ولم يُخلق أسودا كاملا أو أبيضا ناصعا بل خُلق مزيجا واسعا بين هذا وذاك، وكلما اختلفت درجة الاختلاط بين الألوان يخرج لونا جديدا نتذوق مرارته او حلاوته أو لذعته، المهم أننا نتذوقه في كل الأحوال ونتقبله بل ونحاول الاستمتاع به أيضاً، نترك الحياة تأخذنا كالأمواج نعلو ونهبط معها، ولكن لا تنسي يا عزيزي تعلم السباحة بما فيها من مهارات حياتية تنقذك إذا واجهت موجة عاتية قد تؤدي بحياتك لذا رجاءا حافظ على حياتك وكن بخير 🤍🖤
😍😍
ردحذف